Pages

Subscribe:

Tuesday, December 11, 2012

العنصريه المستحبه


أصبحت العنصريه في بلادنا اليمن جزء لا يتجزء من العادات والتقاليد بل وأمتزجت بكل طبائع وأفعال الناس حتى صار الشعب مُقسم بين عدة فئات. والعنصريه التي أتكلم عنها هنا ليست تلك التي تلحق الشخص بعرقه ففي أعتقادي ان مثل هذا التقسيم ليس من العنصريه بل من الأعراف التي مارستها كل شعوب العالم فمثلاً عندما أقول ان هذا الشخص هاشمي او حاشدي او بكيلي او....الخ فأنا فقط انسبه الى عرقه وأصله الذي اتى منه وفي هذه الحاله فأن لكل شخص في هذا العالم عرق معين اتى منه, البعض لا زال يحتفظ به والبعض الأخر لم يهتم بتعقبه حتى لم يعد يحتفظ به, ولا تقسيم بين الناس في هذا مثله كمثل الألقاب تُستخدم لمعرفة انتمائات الناس. وأيضاً لا أعني بالعنصريه هنا تقسيم الناس بحسب الحالات الماديه فهذا قد فصله الله سبحانه وتعالى في قوله " وفضلنا بعضكم على بعض في الرزق". ولكن ما أقصده هو تلك العنصريه البغيضه التي تقوم بالتقسيم بين الناس بحسب مكاناتهم الأجتماعيه والأعمال التي يمارسونها بل وحددو هذه الفئات الى درجات والتي قد لا تختلط ببعضها البعض كــ( شيخ, قبيلي, مزين). فمثلاً نرى بأن من جار عليه الزمان واجبرته الظروف على ان يعمل في مجال (مجالات معينه حددها الناس بأنفسهم كالحلاقه والجزاره) اصبح من فئة "المزاينه" وقد تنظر أليه بقية الفئات كأنه من الناس المهمشين ولا يمكن للـ "الشيخ" ان يتزوج او يزوج من "مزين" بل ووصلت الى ان البعض يطلب من ابناءه عدم الأختلاط بابناء الفئات الأخرى.
لقد كان أول مبدء انزله الله على يد رسوله هو نبذ العنصريه والمساواه بين الناس وهذا من المبادئ الساميه في ديننا الأسلامي والذي جعل الناس سواسيه لا فرق بينهم في الدين ألا بالتقوى ولا فرق بينهم في الدنيا ألا في طريقة التعايش مع الأخرين. فعندما قال الرسول صلوات الله عليه وعلى اله " اذا اتاكم من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه" لم يقصد انتمائه او مهنته ولم يخاطب في هذا الحديث فئه معينه بل كان خطابه للناس جميعاً. ولا أعتقد بأن هناك اي حديث اخر قد يعمل على تقسيم الناس كـ" تخيرو لنطفكم فأن العرق دساس" لأن هذا يتنافى مع ما قام به رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله عندما تزوج من أسره يهوديه وأيضا يتنافى مع قول الله سبحانه وتعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى" فليس بالضروره ان يكون الحفيد كالجد في الدين والمعامله. وبأعتقادي بأن الشي الوحيد الذي يمكن ان نقسم الناس به هو طريقة تعايشهم مع الأخرين لأن هذا هو ذنبهم بأنفسهم فهناك أشخاص طيبين وهناك أشخاص اشرار و ليس كون الشخص طيب قد يعني انه لا بد ان يكون من أصل طيب وايضا ليس كون الشخص من الأشرار قد يعني انه لا بد ان يكون من أصل غير طيب, فمعياري هنا هو القول الشعبي "أذا غرتك الأصول دلتك الأفعال". وهذا ما يجب ان تكون عنصريتنا (العنصريه المستحبه) ان نقوم بالتقسيم بين الناس بحسب أفعالهم والتي هي من جرمهم وليس من جرم ارتكبه غيرهم ففي هذه الحاله يمكن ان تكون هذه "العنصريه" علاج لهم لتعديل سلوكهم.

No comments:

Post a Comment