أرسل الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلوات الله عليه وعلى اله رحمة للبشريه
وهدايتهم الى الصراط المستقيم, وأنزل للناس نظام رباني مُصاغ بالحكمه والرحمه لكي
ينظم العلاقه البشريه ويحفظ التعايش السليم بين الناس, فوضح لنا الصواب من الخطأ
وفي نفس الوقت أقر لنا عقوبات لكي تردع الناس من أقتراف الخطأ وحتى هذه العقوبات
كانت مُصاغه بحكمه لتتناسب مع نوع الجُرم المقترف وأثاره على البشريه وقد نلاحظ
بأن الله لم يفرض عقوبات دنيويه على من قصر بالعباده نحوه " مثلاً لا توجد
عقوبه أو حد لقاطع الصلاه" ولكن كانت جميع العقوبات على من يتعدى على حقوق
الأخرين وكلما كبر التعدي كبرت معه العقوبه. وبالطبع كل هذا رحمة للناس لكي
يستطيعوا ان يتعايشوا فيما بينهم. فلقد كانت اعظم جريمه على الأرض هي قتل النفس
البشريه ففرض الله القصاص على القاتل كعقوبه في الدنيا و في هذا رحمة للناس بل
وتوعده الله بالعذاب الشديد في الأخره ولكن تعجبي فيما يُقال بأن الله فرض عقوبه
الرجم على " الزاني المحصن" مع عدم وجود نص قراني يثبت هذا الحد ولكنها
متواتره عن السنه وطبعا انا لست بفقيه في الدين لكي أفصل ما تواترت السنه به في
هذا الشأن ولست أيضا ممن يدافع عن جريمة الزاني المحصن فهي في نظري جريمه عظيمه
وتستوجب ألعقوبه الكبرى لكي تردع من يقوم بها ولكن ليس الرجم!!!
لأن الأسلام دين الرحمه والنبي محمد صلوات الله عليه وعلى اله هو نبي
الرحمه ومن رحمته أنه أمر بُحسن تطبيق حد القصاص لكي لا يجعل في ذلك اي عذاب على
القاتل فلقد قال " اذا قتلتم فأحسنوا القتله, واذا ذبحتم فأحسنوا
الذبحه" وهذا وجريمة القتل هي أكبر الجرائم على وجه الأرض وأمرنا بأن ننهي
حياة القاتل بسرعه وبدون عذاب فكيف يؤمر بالقتل رجماً!!! لقد تفاجئت عندما رأيت
احدى الفيديوهات في الأنترنت لتطبيق حد الرجم بوحشيه في أفغانستان حيث ويمكن ان
تأخذ ايام لتنهي حياة المُطبق عليه الحكم, فكيف يؤمرنا نبي الرحمه بأن نذبح
الأنعام بطريقه سريعه تجعلها لا تشعر بالألم " واذا ذبحتم فأحسنوا
الذبحه" ونقوم بأنهاء حياة أنسان بهذه الطريقه القاسيه التي والله أعلم أنها
ليست من الأسلام. فجريمة الزنى المحصن لا تعادل جريمة القتل لكي تكون عقوبتها ابشع
من الأخرى وبالرجوع الى السندات القرانيه, ذكر الله في القران عقوبة الزناء فلقد
قال "الزَّانِيَةُ
وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا
تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ
الْمُؤْمِنِينَ"(النور :2) ولم تُذكر أيه اخرى تفصل عقوبة المحصن وغير المحصن ألا
الايه في سورة النساء التي تحدثت عن عقوبة الزانيه المحصنه من الأماء فلقد قال
تعالى "وَمَنْ
لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ
فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ
أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ
مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ
بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ
ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النساء: 25) فكيف تكون عقوبة الامه ( الجاريه)
نصف عقوبة الحره اذا كان عقوبة الأخيره هي الرجم حتى الموت وأيضا ذكر الله تعالى "
مِنَ الْعَذَابِ " والعذاب في الدنيا لا يعني الموت ولكن
عقوبات أخرى تجعل المرتكب للجريمه يشعر بالعذاب والخزي دون ان تنتهي حياته ولقد
أنهى الله هذه الايه الكريمه بأنه الغفور الرحيم لعباده التائبين اي فباب التوبه
مفتوح لكل مرتكبي المعاصي ما عدا من تعدى في الحق الألهي وأزهق النفس التي خلقها
الله وهو من يقبضها.
هذا ما ذكره الله في عقوبة الزاني المحصن في القران والذي هو مرجعيتنا
الأولى وهذا هو رائيي الشخصي بالرجوع الى القران والعقل والله أعلم.